تشتكي وتشتكي ومامن مجيب
تشتكي منه و من تفريطه تشتكي على تأخره عنها دائماً تناديه يومياً و لا يلقي لها بالاً
منشغل عنها بسهراته و غنائه و رقصه و محادثاته و سفوره و لهوه و غفلته تشتكي و
تشتكي و تشتكي و ما من مجيبٍ يجيب و عند ما يصيبه الله بمصيبة عظيمة عاد إليها
باكياً مترجياً ، نعم نعم إنها الصـــلاة، الصلاة التي هجرها شبابنا و بناتنا و أطفالنا
هجروها من أجل المسلسلات و المعازف و الاستراحات و الفسق و السفور هجروها من
أجل دنياهم نسوها و تذكروا المسلسلات التركية نسوها و تذكروا أغاني المغنية فلانة
نسوها و تذكروا الشرب و الرقص و الملهيات ثم نسوها و ما من صلاة و لا مجيب تنادي
و تنادي و تنادي و لكن لا حياة لمن تنادي لا مجيب و ما من سامع ، نسمع الآذان خمس
مرات باليوم و لكن ( نسمع منا و يطلع منا ) و كأن المنادي لم ينادي و لا سامع و لا
مستجيب لهذه النداءات ،
والآن أصبحنا بالعشرينات و الثلاثينات بل وصلنا للأربعين و نحن لا نصلي ، مأساة و
الله مأساة شبابنا و فتياتنا ألهتهم الملهيات عن الصلاة و طاعة الرحمن تركوها و قطعوا
الصلة قطعوا صلتهم بربهم الذي لا إله إلا هو ، كرمهم ربهم و فضلهم على كثير من
خلقهم تفضيلا و لكـــن جحد بالنعم و الله جحود شق له سمعه و بصره و أعطاه العقل و
جعله من المسلمين و على السنة ، سنة محمد صلى الله عليه و سلم و كرمه و ألبسه و آواه
و أطعمه وسقاه و رزقه و أنعم عليه بشتى النعم و لكن لا يستخدمها في طاعة الله الأذن
للأغاني العين للمسلسلات اليدين التي يستعملها في محادثات الفتيات و الرجلين التي
يدخل بها أماكن السفور و الفجور و لكــن هيهات ، والله قلبي يعتصر أسى و ألماً و
حسرة على شبـــاب و فــتيات أمة محمد صلى الله عليه و ســـلم ، يجاهرون بالمعصية و
لا يبدون أي استحياء منها يتركون الصلاة فأصبح ترك الصلاة شيء عادي في عصرنا
الحالي أصبحنا نجاهر بالمعاصي الأغاني أصبحت موضة ، يستهزئون بمن لا يسمعها
دائماً أسمع تلك الكلمة " عيشي حياتك توك صغيرة و ربي يغفر "، لا والله لن أعصي
ربي لأنني صغيرة أهذا عذر إذا كنت صغيرة يحق لي أن أعصي الله و من قال أنكَ صغير
بالغ عاقل و تقول صغير سبحان الله ، و منهم مني يقول ( الأغاني ـ خلع الحجاب ـ
المسلسلات ... إلخ )" حرية شخصية " و أصبحت هناك حرية شخصية في معصية الله !
عجيب و الله عجيب ،
نُسِيَتْ الصلاة و تلذذوا بالفتن و الملهيات تركوها بحكم هم صغار
ألستم بالغين ألستم عقال ؟! لستم مجانين أو أطفال فلماذا كل هذا التفريط أما تسـتحي
من الله الذي خلقك و هو أعطاك عــينين فتعصي الله بهما و هي ملك له و أذنيك تعصي الله
بهما و هو من أعطاك هما ألا تخشى الله ، صلاتك منجاتك صلاتك هي عتقك من جهنم ،
أين أنتم أين أنتم عن صلواتكم أين أنتم عن صلتكم بالله أين أنتم ؟!!، القبر ينادي "
قبورنا تبنى و حنا ما تبنا "، صلاتك هي منجاتك من النـار نار تحرق الجلود نار مؤلمة
نار حارقه نار تتأجج خالد فيها ، و هي أول ما يسأل عنه العبد كيف تترك الصلاة
كيف تتركها و هي أول ما يسأل عنها !!! ألست مسلم ألست عاقل كيف تترك صلتك
بالذي خلقك لديك خمس مرات باليوم لتتصل بالله فلا تصلي ، الصلاة هي الركن الثاني
من أركان الإسلام الصلاة إذا فسدت تفسد باقي الصالحات ، أما تخشى الله أما تستحي ،
ألا تشتاق نفسك للجنة فيها كل ما تشتهي أنهار من لبن و عسل و خمر قصور لبنة من
فضة و لبنة من ذهب ، سرائر من حرير جنات طعام من كل ما تشتهي و حور عين و
الأعظم من هذا كله النظر لوجه الله تعالى، ألا تحن نفسك للجنة ألا تريد رؤية الله
سبحانه جل و على ، ألا تريد كل ذلك النعيم إذا كانت الإجابة نعم ، فصل صلاتك فهي
حياتك ، و النار تنتظر نار تتأجج نار حارقة تسلخ الجلود نار حارقة ، ألا يقشعر
جسدك حينما تذكر نار عظيمة تحرق الجلود ، و أنت بأصح صحتك و لا تصلي !! جباً
و الله ناس مرضى و الله لا يقدرون على تحريك إصبع و لا يتركون صلاة واحده ناس
مقعدون ويصلون بالمسجد ناس مصابون بالسرطان و ما أخذوه عذراً ليتركوها شيبان
يصلون بالمساجد و أنت شاب بأتم صحتك و لا تصلي حتى في بيتك أعلمني ما عذرك ؟!!
هؤلاء مرضى متعبون مرهقون أتعبهم المرض أرهق أجسادهم الضعيفة تعبوا و لم يأخذوا
مرضاً عذراً و أنت بأصح صحتك و أين عذرك ؟!! شيبان كبار في السن احدودبت
ظهورهم و لانت عظامهم و ضعف نظرهم و ما تركوا صلاة المسجد و أنت في أول شبابك و
لا تصلي المسجد ما عذرك ما حجتك؟!! أتنتظر حينما تمرض تصلي أم حينما تشيب
تصلي ( من شبَّ على شيءٍ شاب عليه ) ، و الله ستسألون و الله ستسألون ثم الله ستسألون
، ستسألون عن صلاتكم ستسأل عندما المنادي يناديك و أنت تسمع الأغنية الفلانية
ستسأل يوم كنت نائماً في فراشك و يقول المنادي ( الصلاة خير من النوم ) فلا تلقي لها بالاً و
ترجع لسباتك لا تخاف ستسأل ثم ستسأل شبابك وقتك مالك فيا أفنيته ، أفنيته
بالمعاصي و الذنوب !!! ، و يوم تقف على الصراط هل تخيلت نفسك الصراط أسود دقيق
و نار من تحت هل تخيلت نفسك هل ستهوي إلى النار أم ستمشي كالبراق أم حبواً أم
مشياً أم من يهوي في النار أخبرني هل تتخيل نفسك يا من لا تصلي و أنت على الصرا
هل ستهوي في النار أم تجتاز الصراط ، و يوم تقف عند الله و يسألك عن صلاتك ماذا
ستقول ؟!! كنت أسمع الأغنية الفلانية كنت نائماً كنت متكاسلاً كنت مشغول كنت ..
كنت .. كنت ماذا ستقول ؟!! هاه و هل هذه أعذار !!! سبحان الله ناس يتباكون من
المرض يبكون و الله يبكون بكاءً مراً و على فرشهم نائمون و حينما ينادى إلى الصلاة قاموا
و لم يقولوا نحن مرضى و لدينا عذر لترك الصلاة و أنت في صحتك و نائم في سريرك !!!
نتركها تكاسلاً و الله ليس عذراً ثم ليس عذراً ثم ليس عذراً ، و أصبح الكسل عذراً لترك
الصلاة و هو يعلم أنه محرم و لكن يلتبس الأعذار و ما من عذر له و لكن يوم لا ينفع فيه
أحد سوف يندم أشد الندم و سوف يبكي بكاءً مراً على تفريطه في صلاته ، ويقول " يا
ليت يا ليتني قمت يوم آني أسمع المؤذن يقول ( الله أكبر الله أكبر ) يا ليت قمت و تركت
الأغنية و قمت أصلي يا ليت " آه و الله آه ..