ما حكم قول ( الله يحبك ) أو ( الله يحبني) ؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
إلى الشيخ الفاضل عبد الرحمن السحيم حفظه الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذان سؤالان سألني إياهما بعض أقاربي ، وطلب مني أن أبحث له عن
الرد ، فأرجو من فضيلتكم التوضيح مأجورين :
السؤال الأول :
ما حكم قول ( الله يحبك ) أو ( الله يحبني) ؟؟؟
يعني إذا قال لك أحد من الناس أن الله تعالى يحبك (على سبيل الإخبار)
وهي دارجة يبن الناس وتقال إذا حصل للإنسان أمر خير . . .
وبالمقابل إذا حصل للإنسان أمر شر فيقول الناس الله غاضب عليه . .
يعني هل هذا الشيء من التألي على الله تعالى والعياذ بالله .
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحَفِظَك الله وَرَعَاك .
قول " الله يحبك " مثل قول : أحبّك الله . والمشروع لِمَن قيل له : إني أُحبّك في الله . أن يقول : أحبك الذي أحببتني له . كما جاء في السنة .
هذا إذا كان على سبيل الدعاء .
أما على سبيل الإخبار فلا يُجزم بشيء ، لكن قد يُقال : " الله يحبك " مِن باب إحسان الظن ، وما يَظهر مِن علامات ، ولا يصحّ أن يكون على جهة الاغترار .
وينبغي التنبّـه إلى أنه ليس كل نِعمة تدلّ على المحبة ؛ لأن النعمة قد تكون استدراجا ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) . رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
كما أنه لا دلالة لكل تضييق على العبد ، ولا لكل ابتلاء ؛ على أنه شرّ .
قال القرطبي : فَبَسْط الرزق على الكافر لا يدلّ على كرامته . اهـ .
قال الله تعالى : (فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) .. فهذا مغْرُور .. ويُقابِله الْجَاحِد (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) ..
قال ابن القيم : " فَرَدَّ اللهُ سُبحانه على مَن ظّن أنَّ سَعَة الرِّزْق إكْرام ، وأنَّ الفَقْر إهَانة ، فقال : لَم أبْتَلِ عبدي بالغِنى لِكَرَامَتِه عَلَيَّ ، ولم أبْتَلِه بالفَقْر لِهَوانِه عليَّ . اهـ .
وقول بعض الناس عند حصول شرّ لأحد من الناس : ( الله غاضب عليه ) ، خطأ ؛ لأنه يَجزِم بذلك ، وقد يكون الخير في طيّات الشرّ . كما قال ابن القيم : كم مِن محنة في طيّها مِنحة . اهـ .
وقد يكون ما رآه الناس شّرًا يحمل خيرا كثيرا لِصاحبه .
والله تعالى أعلم .