قال الله تعالي (وقضى ربك الاتعبدوالاإياه وبالولدين إحسانا إمايبلغن الكبر احدهما أوكلاهما فلا تقل لهما اف ولاتنهرهما وقل لهما قولاكريما وخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي إرحمهما كما ربياني صغير) ويقول الرسول الكريم (من اصبح مطيعاًلله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة وأن واحداًفواحد ومن اصبح عاصياً لله في والديه اصبح له بابان مفتوحان من النار وان كان واحداًفواحد قال الرجل وإن ظلماه :قال وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه )
ويقول عليه افضل الصلاة والتسليم ( رغم انف عبد ثم رغم انفه ثم رغم انفه قيل من يارسول الله ؟ قال من ادرك والديه عند الكبر أحدهما أوكليهما ثم لم يدخل الجنه )هذا الدعاء من الرسول الكريم له وجهان احدهما صرعه الله في أنفه فألكه وهذا انما يكون حق من لم يقم بما يجب عليه من برهما
وثانيهما ان يكون معناه أذله الله لأن من الصق انفه الذي هو اشرف أعضاء الوجه بالتراب الذي هو موطئ الأقدام
وهذه قصه تحكي عقاب من يعصي والديه
حكى أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم شاب يسمى علقمة ، كان كثير
الاجتهاد في طاعة الله ، في الصلاة والصوم والصدقة ، فمرض واشتد مرضه ،
فأرسلت امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن زوجي علقمة في النزاع
فأردت أن أعلمك يارسول الله بحاله .
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم : عماراً وصهيباً وبلالاً وقال: امضوا إليه ولقنوه
الشهادة ، فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع الأخير، فجعلوا يلقنونه لا إله
إلا الله ، ولسانه لاينطق بها ، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه
أنه لا ينطق لسانه بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل من أبويه من أحد
حيّ ؟ قيل : يارسول الله أم كبيرة السن فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال للرسول : قل لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإلاّ فقري في المنزل حتى يأتيك . قال : فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالت : نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه .
فتوكأت ، وقامت على عصا ، وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلَّمت فردَّ
عليها السلام وقال: يا أم علقمة أصدقيني وإن كذبتيني جاء الوحي من الله تعالى :
كيف كان حال ولدك علقمة ؟ قالت : يارسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير
الصدقة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما حالك ؟ قالت :يارسول الله أنا عليه ساخطة
، قال ولما ؟ قالت : يارسول الله كان يؤثر علىَّ زوجته ، ويعصيني ، فقال: رسول الله
صلى الله عليه وسلم : إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال:
يابلال إنطلق واجمع لي حطباً كثيراً ، قالت: يارسول الله وماتصنع؟ قال : أحرقه
بالنار بين يديك .
قالت : يارسول الله ولدى لايحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي . قال ياأم علقمة
عذاب الله أشد وأبقى ، فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه ، فوالذي نفسي بيده لا
ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته مادمت عليه ساخطة ، فقالت : يارسول
الله إني أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن
ولدي علقمة . فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنطلق يابلال إليه انظر هل
يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا ؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياءاً
مني ، فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول لا إله إلا الله . فدخل بلال وقال :
ياهؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه ، ثم
مات علقمة من يومه ، فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بغسله وكفنه ثم
صلى عليه ، وحضر دفنه . ثم قال: على شفير قبره ( يامعشر المهاجرين والأنصار
من فضَّل زوجته على أمُّه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لايقبل الله منه
صرفاً ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها ويطلب رضاها .
فرضى الله في رضاها وسخط الله في سخطها