هل قول سبحان الله وبحمــــده 100مره
تمحي الذنوب الكبيره؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم
أحسن الله إليك :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مره
حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)....
السؤال
هل معنى الحديث ان الذنوب تذهب كلها حتى لو كانت الزوجه تخرج من المنزل
من غير اذن زوجها ؟!!!
بمعنى انها ليس لها ذنب اذا قالت سبحان الله وبحمده 100 مره يوميا !!!
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
نَقَل ابن حجر في شرح هذا الحديث عن ابن بطال حكاية عن بعض العلماء أن الفضل الوارد في حديث
الباب وما شابهه إنما هو لأهل الفضل في الدِّين والطهارة مِن الجرائم العظام ، وليس مَن أصرّ
على شهواته وانتهك دِين الله وحرماته بلا حقّ بالأفاضل المطهرين في ذلك ،
ويشهد له قوله تعالى : ( أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ) . اهـ
كما أن حقوق العباد مَبنيّة على المُشاحّة والمُقاصّة ،
فلا يكفي فيها الاستغفار أو التسبيح ، بل لا بُدّ من التحلل
مِن أصحاب المظالم .
قال صلى الله عليه وسلم : من كانت له مظلمة لأحَد مِن عِرْضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار
ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بِقَدْرِ مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه
فَحُمِلَ عليه . رواه البخاري .
فالزوجة إذا خَرَجَتْ مِن غير إذن زوجها فإنها تأثم ، ولا يُعْفِيها أن تقول : سبحان الله مائة مرة ، بل
لا بُدّ من التحلل من الزوج .
ومثله لو ظَلَم الزوج زوجته ، فإنه لا يكفيه عن ذلك الاستغفار ، بل لا بُدّ من التحلل منها .
وظُلم الأولاد كذلك .
بل ظُلْم كل أحد لا يُذهبه الاستغفار ولا التسبيح .
وما في هذا الحديث هو فيما بين العبد وما بين ربِّـه تبارك وتعالى .
ثم إن ما وَرَد في مثل هذا الحديث محمول
على تكفير الصغائر .
والله تعالى أعلم .
هل صحيح أن الله لايغفر حقوق العباد
ويقتص منهم يوم القيامه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير وبارك فيكم شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم ..
سؤالي
يتعلق بحقوق العباد يوم القيامة ..
فقد قرات في احـد المواقع بأن حقوق العبـاد لاتغتفر
ولا تمحى بالتوبة وان كل ما اقترفه
المسلم في حق اخية المسلم في الدنيا يكتب ويحفظ الى يوم القيامة
و لا يسامح الله به الا من يشاء ان يسامحه ..
ما يعني ان حسنات العباد توزع حسب ما انتهكوه من حقوق اخوانهم
وبذلك قـد لا يبقى للمرء حسنة من حسناته ولو كثرت اعماله الصالحة ..
و برغم توبته عن الذنب واقلاعه عنه ..
فهل هذا صحيح ؟؟
وهل يشمل ذلك كل الناس حتى من تاب توبة نصوح ؟
واخلص في عمله لله ؟
وكيف السبيل ان كان التحلل من اصحاب الحقوق على السيئات الماضية
صعبا او مستحيلا ؟
كالغيبة والشجارات فقد نجد اصحاب الحقوق وقـد لا نجدهم بحكم تغير الظروف ؟
او نجدهم لكن قد يتعذر نيل السماح منهم .. او قبولهم للاعتذار ..
وهل صحيح ان حقوق العباد تقضى بعد عبور الصراط
والوقوف على باب الجنة
وهل يعني ذلك ان الكافر و(اهل النار) ايضا من المسلمين
لا يؤدون تلك الحقوق
لا التي لهم ولا التي عليهم باعتبارهم ليسوا ممن يعبرون
الصراط حيث توفى بعده حقوق العباد
أفيدونـا ..
جزاكم الله الجنـان ورضا الرحمـن
وبارك في علمكم وعملكم
وأثابكم خير الإثابة
ورزقنـا وأياكم الدرجات العلا من الجنة ..
اللهم آمين ..
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
الأصل في حقوق العباد أنها مبنية على الْمُشاحّة والمقاصَّة ،
لقوله عليه الصلاة والسلام :
( أتدرون ما المفلس ؟
قالوا : المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع .
فقال : إن المفلس مِن أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ،
ويأتي قد شَتم هذا ، وقَذف هذا ، وأكل مَال هذا ، وسَفك دم هذا ، وضَرب هذا ؛
فيُعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ،
فإن فنيَتْ حسناته قبل أن يقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم ،
فطرحت عليه ، ثم طرح في النار .
رواه مسلم .
ولقوله صلى الله عليه وسلم :
مَن كانت له مَظلمة لأحَد مِن عِرْضه أو شيء
فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ،
إن كان له عمل صالح أخذ منه بِقَدْرِ مظلمته ،
وإن لم تكن له حسنات أُخِذ مِن سيئات صاحبه فَحُمِلَ عليه) .
رواه البخاري .
ومَن تاب ولم يستطع التحلل مِن الخصوم ،
فعليه أن يُقابِل الإساءة بإحسان .
فإن كانت غيبة ،
فليذكر من اغتابه بِخير ، ويُثني عليه بما يعرف عنه .
وإن كانت الْمَظْلَمة مَالاً ، فليتصدّق بِمثل ذلك على نيّـة صاحب المظلمة .
وعليه أن يُكثِر مِن الحسنات قبل موافاة الخصوم يوم القيامة .
ومَن عَلِم الله منه صِدق التوبة وفّقه للتحلل من حقوق العباد ،
وتحمّل عنه عَزّ وَجلّ بِفَضْله وكَرَمه حقوق العباد .
قال تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ
حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)
قال الإمام القرطبي :
فلا يَبْعُد في كَرَم الله تعالى إذا صَحَّّت توبة العبد أن يَضَع مَكان كُلّ سَيئة حَسَنة . اهـ .
وأما اقتصاص المؤمنين بعضهم من بعض ، فيكون بعد مُجاوزة الصراط ،
ففي حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ،
فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا ،
حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ ،
فَوَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لأَحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الْجَنَّةِ أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا ).
رواه البخاري .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله
شبكة المشكاة
××
اللهم انى لى ذنوبا فيما بينى وبينك
وذنوبا فيما بينى وبين خلقك
اللهم ماكان لك منها فاغفره
وماكان منها لخلقك فتحمله عنى
منقووول للفائده
اجمل التحايا