السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عندما تسبح الأقلام الحرة وتتنزه في بحار المعلوم والمجهول ؛ فإنها تتوقع كل أنواع السباحة ، الحرة ،
الغوص إلى الأعماق بحثاً عن الكنوز والنفيس ، سباحة الفراشة ،،، ولكن عندما تسبح الأقلام المنغلقة ؛
فسرعان ما تغرق أو تطفوا لفراغها من الداخل ، وفي كلا الحالتين فهي أقلام لا تعرف السباحة ...
لذا أقول : علموا أقلامكم السباحة .
عندما ترمي الأقلام الحرة كلمة أو رأيا أو نقلا ما ؛ فإنها ترمي رمية الأحرار رمية المحترفين ، لذا فهي تصيب كبد وقلب الحقيقة ،
بل وإن أخطأت نقطة الهدف فهي لا تخطئ جسده ،،، بينما الأقلام الأخرى ترمي رمية الهواة ، ناهيك عن أن كثيرا
منها ترمي رمية المبتدئين ، وإن أصابت تكون مجرد رمية من غير رام ...
لذا أقول : علموا أقلامكم الرمايه .
عندما ترتقي الأقلام الحرة بالحوار نحو القمة ؛ فهي تصعد وترتقي ولكن بتأن راق ، وهي أيضا تتلمس الصخرة المناسبة الثابتة غير المتحركة
لتضع عليها خطواتها حتى لا يختل توازنها فتقع ، كما أنها لا تلتفت إلى أسفل القمة ؛ لذا يكون تسلقها ناجحا سليما آمنا وأقل نسبة في المخاطرة والمخاطر ،
وفي القمة لا ترى الباقين صغارا حتى لا يراها الباقون صغارا ،،، بينما الأقلام الأخرى تصعد دونما حذر وتأن ؛ لذلك ترى صعودا سريعا خطرا ،
فترى بعضها تسقط جثة هامدة ، وأخرى تسقط فتكسر إحدى أطرافها ، والتي تصعد منها ؛ بعضها يفقد مخزون الطاقة فيهلك ،
وأخرى ترى غيرها من الأقلام صغيرة وتلقائيا تراها الأقلام صغيرة ...
لذا أقول علموا أقلامكم تسلق الجبال . وكلما كان الجبل عظيما ،، كان صعوده أعظم .
وليس كل من وصل القمة يلقب بالمتسلق ؛ فحتى الهواة يصلون إلى القمة
عندما تتخاطب الأقلام الحرة ، فإنها تستخدم أسلوب الحوار والمنطق وإعطاء كل قلم حقه ومستحقه من فرصة الحديث وتقديم
البراهين والأدلة المتعلقة بموضوع الحوار ، ولا تتعدى نقطة حوارية إلا وقد أعطتها حقها ، كما أنها إذا اتخذت موقفا ؛
بينت السبب من اتخاذها هذا الموقف ،،، عكس الأقلام الأخرى ، والتي تستخدم أسلوب ( الحرب خدعة ) وكأنما الحوار
أصبح حربا مبيدا لا هوادة فيه ...
لذا أقول علموا أقلامكم أساليب الحوار أرقاها .
إن الأقلام الحرة عندما تفتح بابا للحوار ؛ تستأذن وتستأنس صاحب ذاك الباب ، وتفتح الباب بمفتاحه ومن مقبضه ولا تكسر أو تحطم أبواب الحوار ،
وإذا قصدت منزل حوار فإنها تدخله من بابه لا من نافذته أو غيرها ، كما أنها إذا أغلقت أبواب الحوار تغلقه بهدوء وتطلب من صاحبه أن يغلق ذاك الباب ؛
فإما أن يغلقه هو وإما أن يأذن لها في إغلاق ذاك الباب ،،، بينما الأقلام الأخرى تقتح وتغلق أبواب الحوار على هواها ودونما إظهار للسبب ،
وإذا قصدت منزل حوار كسرت بابه وفرضت نفسها على أهل المنزل ، والويل لكل من يقف ضد تلك الأقلام ...
لذا أقول علموا أقلامكم آداب دخول المنازل والخروج منه
تقبلو تحياتي